التقدم في علوم الطب والصيدلة جعل من السهل تخفيض مستويات الكولسترول الخطرة، فقد أثبتت عقاقير تقليل الكولسترول المعروفة بالإستاتين فاعلية كبيرة في تقليل مخاطر الموت من أمراض القلب بنسبة 40% عند الأشخاص الذين يعانون مشاكل في القلب بالفعل.
إلا أن د. فينسينت بفالينو، المتحدث باسم جمعية الطب الأمريكية، يحذر من أنه عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الكولسترول والاستمتاع بصحة جيدة بشكل عام فليس هناك أفضل من اتباع حمية غذائية صحية مناسبة للقلب مع ممارسة التمارين بشكل منتظم.
ومعظم من يعانون زيادة في نسبة الكولسترول يعانون كذلك زيادة في الوزن. لهذا إذا ما حاولوا التعامل مع الكولسترول من خلال العقاقير فقط فستظل لديهم مشاكل صحية عديدة مثل مخاطر الإصابة بالسكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل، كما تقول أليس لينشتنستين، مديرة معامل التغذية وأوعية القلب بمركز جين مايور لبحوث التغذية.
ومن الأفكار السيئة الحظ تلك التي تدعو لتخفيض الكولسترول بالاعتماد على العقاقير فقط، بينما هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تتعلق بوزن المريض الزائد والذي لن يفيد معه العلاج كثيراً. "إن فكرة أنني سوف أتناول الدواء المطلوب لتقليل الكولسترول ليس بالخيار الصحي على المدى الطويل".
ويدعم هذه الفكرة نشوء دليل جديد على أن استخدام أدوية تقليل الكولسترول لا يساعد بالضرورة الشخص الذي يريد تجنب الإصابة بأمراض القلب.
وقد قام فريق بحثي بريطاني بجمع وتحليل بيانات من 11 دراسة عن الأوعية الدموية للقلب، ووجدوا أن تناول الإستاتين لم يقلل من الوفاة بالقلب بين الأشخاص الذين لم يعانوا أمراض بالقلب قبل زيادة نسبة الكولسترول.
ومن المعروف أن ارتفاع نسبة الكولسترول بالدم يرتبط بشكل وثيق بأمراض الشرايين، وهو السبب الأول للوفاة بالولايات المتحدة، كما تقول إحصاءات الجمعية الأمريكية للقلب. حوالي 2300 شخص يموتون يومياً من أمراض الشرايين، أي بمعدل شخص كل 38 ثانية.
والكولسترول عبارة عن مادة شمعية موجودة بالجسم بشكل طبيعي. فالجسم ينتج حوالي 75% من الكولسترول الذي يحتاجه لأداء مهام مهمة مثل بناء جدار الخلية وتكوين الهرمونات ومعالجة فيتامين (د) وإنتاج كومة من الأحماض التي تهضم الدهون. بينما الـ25% الباقية من الكولسترول فيتناولها الإنسان في طعامه.
إلا أن الكثير من الأشخاص يتناولون أطعمة تحوي النوع السيئ من الكولسترول. فهم يتناولون طعاماً مليئاً بالدهون المشبعة والتي تزيد من الكولسترول ذي البروتين الدهني قليل الكثافة المعروفة بـ (LDL) في مجري الدم.
وكولسترول LDL(المعروف بالكولسترول السيئ) يكون صفائح على جوانب الشرايين ما يتسبب في ضيقها, الأمر الذي يجعل القلب يعمل بقوة أكبر ليتمكن من دفع الدم لمختلف أجزاء الجسم. وتوجد الدهون المشبعة في معظم المنتجات الحيوانية وفي الأطعمة المصنعة التي تحوي زيوت مهدرجة.
بينما تعمل الأطعمة الأخرى الغنية بالكولسترول الجيد المعروف بالكولسترول البروتين الدهني عالي الكثافة )HDL) على تنقية مجرى الدم من بعض آثار الكولسترول السيئ في الشرايين.
وتعلق د. أليس قائلة إننا نستطيع الآن اختيار الطعام الذي يحتوي على نسب عالية من الكولسترول الجيد بسهولة. فهناك الكثير من الاختيارات الصحية مثل منتجات الألبان قليلة الدهون أو التي ليس بها أي دهون على الإطلاق, واللحوم التي ليس بها دهون والدواجن والأسماك والخضراوات والحبوب. حتى الأطعمة المصنعة يمكن مراجعة النشرة الملصقة عليها لمعرفة نسبة الدهون التي تحتويها.
كما يمكن تقليل الكولسترول بتناول أطعمة غنية بالألياف. فالألياف القابلة للتحلل تعمل على سحب الكولسترول من مجرى الدم. ومن هذه الأطعمة تلك الغنية بالشوفان والخبز الأسمر.
وتبقى خطوة مهمة لتقليل الكولسترول وتتمثل في ممارسة التمارين لتقليل الوزن ذلك لارتباط الكولسترول بالسمنة. فممارسة التمارين لثلاثين دقيقة كل يوم يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وكلما زادت التمارين زادت معدلات إنقاص الوزن. المهم أن يحافظ الشخص قدر الإمكان على حمية غذائية صحية وممارسة التمارين بشكل منتظم.