الرئيس الاسد : الدماء التي هدرت آلمتنا والقتلى الذين سقطوا نعتبرهم شهداء الاخبار المحلية
شارك
" البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية, ولابد من البحث عن وسائل عملية لمكافحة الفساد وعلى الوزراء تقديم بيان لأملاكهم "
" عدم وجود تواصل مع المواطن يخلق شعوراً بالإحباط وبالغضب وخاصة عندما يكون هناك حاجات ضرورية وضمن إمكانيات الدولة ولا نقدمها له "
قال الرئيس بشار الاسد يوم السبت ان الدماء التي هدرت في سورية بسبب الأحداث الأخيرة آلمتنا, ونعتبر كل القتلى الذين سقطوا شهداء, فيما أشار إلى أن الحد الأقصى لانجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ هو الأسبوع المقبل.
وشهدت عدد مدن سورية تظاهرات تنادي بمطالب عامة منها الحريات ورفع المستوى المعيشي وغيرها.. الا انها شهدت سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بين المواطنين وقوى الامن والجيش, فيما حملت مصادر رسمية سقوط قتلى لجماعات مسلحة.
وقال الاسد, في كلمة ألقاها خلال ترؤس أول اجتماع للحكومة الجديدة برئاسة عادل سفر, إن "البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية، وهذا التحدي ليس اقتصادي بل تحدي وطني يهدد استقرار سورية".
وكان الرئيس الأسد ترأس في وقت سابق اجتماعا للحكومة الجديدة برئاسة عادل سفر, بعد أن أدى أعضائها اليمين الدستورية.
وتابع الرئيس الاسد ان "التحديات المطروحة أمامنا وأمام الحكومة ومؤسسات الدولة وبين المواطنين كبيرة جداً ولابد من إغلاق هذه الفجوة بإيجاد أقنية بيننا وبين المواطنين تعمل باتجاهين لكي نستطيع أن نملأ هذه الفجوة بثقة المواطن بمؤسسات الدولة".
وأضاف الرئيس الأسد أن "هذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن حتى تكون هذه الشفافية قادرة على إعطاء الدعم الشعبي الكافي للحكومة لإنجاز مهامها".
وقال الرئيس الأسد "عندما نكون شفافين مع المواطن ونقول له هذه هي الإمكانيات وهذه هي الحاجات أو التحديات عندها بكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهماً.
وأضاف الرئيس الأسد "عندما لا نشرح للمواطن ما الذي يحصل وما هي الأوضاع بتفاصيلها فكيف نطلب منه أن يتفهم الظروف إن لم يكن هو عالماً بها".
وتابع الرئيس الاسد أن "الوصول إلى حالة من الوحدة بين الحكومة ومؤسسات الدولة والشعب والسير باتجاه متواز ستكون محصلة القوى في حدها الأقصى وسيكون الإنجاز كبيراً وكلما تباعدنا عن المواطن قلت القوى وكانت الإنجازات أقل, وأخطر شيء هو أن يكون هناك تناقض في التوجهات بيننا وبين المواطن ستكون محصلة القوى صفراً وسيكون الإنجاز هو العودة إلى الخلف".
وأضاف الرئيس الأسد "عدم وجود تواصل مع المواطن يخلق شعوراً بالإحباط وبالغضب وخاصة عندما يكون هناك حاجات ضرورية وضمن إمكانيات الدولة ولا نقدمها له", موضحا إننا "نريد أن نفتح حواراً موسعاً مع الجميع ولابد أن نركز في حواراتنا الموسعة والمستمرة مع النقابات والمنظمات التي تمثل معظم أصحاب المهن والمصالح على ساحة الوطن, نتشاور ونتحاور معها لتكون جزءاً من القرار الذي نتخذه والذي يمس الشرائح المنتمية إلى هذه النقابات والمنظمات".
ولفت الرئيس الاسد الى ان "سورية تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً وهناك مكونات لهذه المرحلة, هناك المؤامرة, هناك الإصلاحات, المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلا بد أن تكون المؤامرة, هي من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز على هذا المكون", مضيفا "المهم المناعة الداخلية الموجودة داخل سورية وهذه المناعة ترتبط بالإصلاحات التي سنقوم بها وترتبط بحاجات المواطنين".
وتابع الرئيس الاسد "الإصلاحات مهمة جداً والكثير منها لا تظهر نتائجها إلا متأخرة, لا نستطيع أن نقول إننا ننتظر نتائج الإصلاحات ولابد من القيام بالتوازي بالتعامل مع الحاجات ضمن الإمكانيات المتوفرة لكي نلبيها للمواطنين .. وعندما نقول حاجة ليس فقط الاقتصاد.. الاقتصاد هو المشكلة الأكبر, الحاجات اليومية المعاشية هي المشكلة الأكبر لكن المواطن بحاجة إلى خدمات, بحاجة إلى أمن, وبحاجة إلى كرامة وكل هذه العناصر مرتبطة ببعضها", موضحا أن "الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن, تأخير معاملة له في دائرة, طلب الرشوة, كل هذه إهانات للمواطن وعلينا أن نتحاشاها وأن نتخلص منها بشكل نهائي".
وفي نفس السياق, قال الرئيس الاسد ان "قانون منح الجنسية للأخوة الأكراد من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية في سورية وعلى الحكومة الجديدة أن تقوم بمتابعة الإجراءات من أجل إنجاز مضمون هذا القانون", مشيرا إلى إن "اللجنة القانونية لرفع حالة الطوارئ رفعت مقترحاً لحزمة متكاملة من القوانين التي تغطي رفع حالة الطوارئ ضمن المعايير الدولية المتبعة في كل دول العالم وسيتم رفع هذه المقترحات للحكومة من أجل تحويلها إلى تشريعات كي تصدر فوراً".
وكان الرئيس بشار الأسد، اصدر أوائل نيسان الجاري، المرسوم التشريعي رقم 49 القاضي بمنح المسجلين في سجلات "أجانب الحسكة" الجنسية العربية السورية.
وتابع الرئيس الاسد "إنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل كحد أقصى, ورفع حالة الطوارئ سيؤدي إلى تعزيز الأمن في سورية والحفاظ على كرامة المواطن", مضيفا "عندما تصدر حزمة قوانين رفع حالة الطوارىء يجب أن تطبق بحزم, والشعب السوري شعب حضاري ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى والغوغائية".
وكان الرئيس الاسد كلف القيادة القطرية مؤخرا بتشكيل لجنة لدراسة تشريعات تتعلق بامن الوطن والمواطن لرفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1963.
وأوضح الرئيس الأسد أن "قانون الأحزاب هام جداً وله حساسية خاصة لأنه يؤثر في مستقبل سورية بشكل جذري لذلك يجب أن تكون دراسته وافية وناضجة وأن يكون هناك حوار وطني لنرى ما هو النموذج الأفضل الذي يناسب المجتمع السوري", لافتا إلى أن "قانون الإدارة المحلية الذي تجري دراسته منذ حوالي عام من أهم القوانين التي من الممكن أن تؤدي أيضاً إلى تغييرات جذرية في سورية".
كما لفت الرئيس الاسد إلى أن "هناك قانون جديد وعصري للإعلام تمت دراسته وهو في مراحله الأخيرة", مبينا ان "حزمة القوانين الجديدة ستؤدي لتوسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سورية".
وتابع الاسد ان "شروط نجاح عملية الإصلاح ليس فقط من خلال إصدار التشريعات وانما من خلال التطبيق والتنفيذ ونجاح المؤسسات التي ستدير هذه الإصلاحات", مشيرا الى ان "النجاح في عملية الإصلاح يحصن الوطن ويجعلنا قادرين على مواجهة الرياح العاتية التي تأتي دولياً وإقليمياً, وأنا امتلك ثقة كبيرة بالشعب السوري في هذا الإطار لأنه شعب يمتلك إرادة, يمتلك التاريخ.. ويمتلك الديناميكية العالية".
وأضاف الرئيس الأسد "الرهان الخارجي خلال الأسابيع الماضية على الشعب جعلهم يفشلون والسياسة السورية التي راهنت على الشعب أثبتت صحة الرهان على الشعب السوري, والإصلاحات تطمئن من الناحية الشعبية ولدينا شعب ناجح وواع وقادر على أن يتماشى مع الإصلاحات من دون سلبيات تذكر", مشيرا إلى "أننا نستطيع أن نقدم نموذجاً في منطقتنا العربية أو الشرق أوسطية في ديمقراطية حضارية تؤدي إلى خدمة كل المواطنين".
يشار الى ان الرئيس الأسد، أصدر يوم الخميس الماضي، المرسوم رقم 146 الذي يتضمن تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عادل سفر، الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة في الحكومة السابقة، ومن مهامها البدء تنفيذ برنامج الإصلاحات التي أعلنتها القيادة السورية.
سيريانيوز