وافق السيد حسين جابر ابو غوش (من سكان قرية ابو غوش القريبة من القدس) على شراء دولة اسرائيل فجمع المبلغ المتفق عليه كدفعة اولى وتوجه الى مبنى الحاخامية(حيث يجتمع رجال الدين اليهود) ..دخل القاعة المخصصة لعقد الصفقة والتي كانت تضج بوسائل الاعلام فأخذ جابر مكانه في القاعة منتظرا قدوم الباعة وهو ينظر الى الصور المعلقة على جدران الحائط للحاخامات اليهود.
وبين تزاحم المصورين دخل الحاخامان الاكبران "اسرائيل لاو" و"بكشي دورون" برفقة ثلاث شخصيات بارزة كشهود على عقد البيع ...اخذوا اماكنهم بجانب جابر واعطوه نسخة عن الاتفاق ليقرأه قبل التوقيع ..بعد ان قرأ جابر العقد استأذن الحاخام ببدء مراسم التوقيع ..ووقع الحاخامان على الاتفاق بعد ان تسلما الدفعة الاولى ومن ثم وقع جابر ..وبعد ذلك وقع 3 شهود كان يشترط ان يكونوا شخصيات رفيعة المستوى من وزارات الدولة . بعد توقيع العقد مارس الحاخامان الطقوس الدينية التي تقتصر فحواها على ان الاستعدادات للعيد قد انتهت بعد التخلص من الاملاك سابقة الذكر
لماذا يبيعون الدولة ؟ :
اضطر اليهود الى اكل الطعام والخبز خاصة دون اية خمائر لمدة (40 عاما) وهي المدة التي ضاعوا فيها في صحراء سيناء والمدة التي نزلت فيها التوراة على سيدنا موسى عليه السلام..وبعد هذه المدة من الضياع ومع مرور التاريخ اصبح لتلك الفترة عيد يحتفلون به حسب الديانة اليهودية وهو العيد المعروف بإسم " عيد الفصح العبري" (پيسح) وفي هذا العيد المقدس الذي يستمر سبعة ايام يمتنع اليهود عن أكل وشرب كل ما تدخل في صناعته مادة الخميرة ومشتقاتها ويتوجب على كل يهودي التخلص من كل ما يملك من المواد الغذائية التي تدخل في تركيبتها الخميرة ومشتقاتها سواء كانت تلك المواد موجودة في منزله او في المحل التجاري الذي يملكه او في اي مكان آخر وذلك للمحافظة على قدسية هذا العيد وتعبيرا لشكرهم لله الذي نجاهم بعد ان ضاعوا في الصحراء 40 عاما ومن المتعارف عليه ان يقوم كل يهودي بتنظيف منزله من كل هذا المواد الغذائية وحرق جزءا منها كالخبز كما ويقومون بغلي الآواني بالمياه الساخنة لضمان ذهاب كل أثر لمادة الخميرة ويتم ذلك قبل حلول عيد الفصح بأيام .
لا شك ان التخلص من هذه المواد الغذائية ليس سهلا على مستوى الافراد اليهود خاصة اولئك الذين يمتلكون محالات سوبرماركت ودكاكين مليئة بالمعجنات والبسكويت والشيكولاتة وغيرها من المواد العديدة التي تحتوي على مادة الخميرة ..فما بالكم بدولة اسرائيل التي تمتلك المئات من المصانع التي تنتج مواد غذائية بعشرات الملايين من الدولارات والدولة ايضاً مطالبة قبل الجميع بالتخلص من هذه المواد عند قرب حلول عيد الفصح حتى تصبح جاهزة لإستقبال العيد ... ولا يعتقد اي شخص عاقل بأن الدولة ستقوم بإتلاف هذه المواد واحراقها ... فما هو الحل الذي يضمن عدم الخسارة ومراعاة قدسية العيد ؟!!
الحل ..
يقوم رئيس الوزراء بإسم الحكومة بتفويض وزير المالية بالتصرف بجميع املاك الدولة حيث يقوم وزير المالية بالتنازل عن جميع الاملاك الى الحاخامية الكبرى في اسرائيل وذلك قبل يومين من حلول العيد ، وبدورها تقوم الحاخامية الكبرى بالتنازل عن هذه الاملاك من خلال عقد بيع شراء الى شخص غير يهودي قبل يوم واحد من حلول العيد باوراق رسمية وثبوتية وقانونية حيث تتنازل الحاخامية تنازلا لا رجعة فيه،وبهذه الطريقة يحل العيد على الدولة وهي لا تمتلك اي شيء له علاقة بالخميرة
المشتري الاول
كان الشاب احمد المغربي وهو شاب نشيط من سكان ومواليد يافا اول الذين وافقوا على شراء املاك دولة اسرائيل حيث عرضت عليه الصفقة آنذاك من قبل احدى رجالات دولة اسرائيل المقربين من سلك القضاء فكان رد احمد ايجابيا حيث بدأ بشراء املاك الدولة العبرية قبل حلول عيد الفصح من كل عام .
المفاجأة
قبل حلول عيد الفصح عام 1994 بعدة ايام وبينما كان احمد يفتش بعض الوثائق التي ورثها عن اهله اكتشف ان امه من اصل يهودي ..لم يشأ احمد إخفاء هذه المعلومة عن الحاخامية الكبرى التي تلقت الخبر بمفاجأة لم تكن سارة وخصوصا ان احمد اشترى املاك اسرائيل قبل حلول العيد لمدة 46 عاما فكيف سيتم ايجاد البديل ولم يتبقى سوى عدة ايام لحلول العيد.
اسحاق رابين يجد الحل
بينما كان اسحاق رابين (رئيس الحكومة الاسرائيلية عام 94 والذي تم اغتياله عام 1995 على يد مستوطن متطرف ) يتناول طعام العشاء في فندق "رمادا ريسنس".. انضم الى مائدته الحاخام الأكبر اسرائيل لاو وشرح لرابين عن الموقف الصعب الذي حصل بعد ان تبين ان ام احمد يهودية وهو بذلك لا يستطيع شراء املاك الدولة ..اهتم رابين بهذا الموضوع واخذ يفكر بالطريقة المناسبة لإيجاد مشترٍ بديل يحل هذه المشكلة وفي تلك الاثناء تقدم الشاب حسين جابر ابو غوش رئيس قسم المؤتمرات والاحتفالات في الفندق والقى التحية على رابين والحاخام "لاو" حيث كان قد التقاهم مرات عديدة هم ومن سبقهم من رؤساء ووزراء اسرائيل خلال وجودهم لحضور حفلات ومؤتمرات في الفندق ..لم يكد جابر يمد يده نحو رابين لمصافحته حتى نهض رابين من مكانه وقال بلهجه سعيده : جابر انا اعرفك منذ زمن ...
تلعثم جابر ولم يدرِ ماذا يقول فأدرك الحاخام قصد رابين حيث وقف هو الآخر ووضع يده على كتف جابر وقال:كنت دائما اسمعك تتحدث عن التعايش السلمي بين الشعبين وعن امنياتك بتحقيق السلام .
جابر بدوره كان مندهشا مما يدور حوله ولا يدري ما هي مناسبة هذا الكلام الذي صدر عن رابين والحاخام لاو ...جلس رابين والحاخام وطلبا من جابر الجلوس واشعل رابين سيجارة ونظر نحو جابر وقال :سوف نبيعك جميع املاك الدولة ..!
نظر جابر الى محدثه ومن ثم الى الحاخام الذي اخذ يهز راسه مؤيدا لهذه الفكرة ، ولم يتمالك جابر نفسه وضحك مستغربا مما يقوله الرجلان..
ابتسم رابين وقال : لا تستغرب وشرح لجابر قصة الديانة اليهودية مع عيد الفصح وشرح الحاخام لاو لجابر قصة احمد المغربي
وسأل رابين جابر عن مدى قابليته لتنفيذ هذه الفكرة فأجاب جابر دونما تردد وابدى موافقته ..فطلب الحاخام الاكبر من جابر الحضور الى مقر الحاخامية قبل يوم من حلول العيد وان يجلب معه مبلغ (20 الف شيكل ) كدفعة اولى كشرط لإبرام العقد وهكذا اصبح السيد حسين جابر ابو غوش الذي يقطن قرية ابو غوش الواقعة غربي القدس هو المشتري التقليدي لاملاك دولة اسرائيل في عيد الفصح اليهودي .
[b]