عاشت بعد وفاة امها فترة حزن شديدة تذكرت خلالها تلك الايام الخوالي التي كانت تضمها بين جنبات هذا البيت السعيد ولم تتوقع يوما ان تعيش وحيدة تتقوقع حول نفسها وتصاب بحالة هستيرية لا مخرج منها ، خاصة ما كانت تمثله الام بالنسبة لها من معان كبيرة يصعب وصفها ولذلك لم تجد مفرا ان تبحث عن ام بديلة لها تحتضنها بقوة وترعاها كما كانت ترعاها الام الحقيقية ..ولم تجد افضل من زوجة عمها في النهاية.
لم تسترح في بداية حياتها الجديدة واحست انها لن تستطيع البقاء اكثر من ذلك ..فكرت كثيرا في الهرب ... الا انها عدلت عن هذه الفكرة حتى استقر بها المقام وشملتها زوجة عمها بالرعاية التي كان تطلبها لتثبت انه لا فرق بينها وبين امها الحقيقية..
ولتجعل منها بينها وبين نفسها عروسا لأبنها الذي يعيش معها في نفس المنزل لكنها تركت هذا الامر لحين تكبر الفتاة وتصل الى سن الزواج.
وحين توفي عمها احست بمسؤليتها الضخمة واصبحت تعامل ابن عمها على انه شقيقها لا اكثر.. الا ان زوجة العم حاولت التقريب بينهما غير ان الفتاة كانت ترفض بشدة ..ومع مرور الايام استوعبت نظرات هذا الشاب وتلميحات الام التي كانت تتركهما لساعات بحجة الذهاب الى السوق لكن لم يحدث شيء لأنها كانت تقوم بعمل البيت وتنظيف حظيرة الماشية لتشعر ابن عمها انها بعيدة المنال وانها لقمة غير ساذغة وان لها مخالب يمكن ان تستخدمها في وقت الشدة .
لم يجد الشاب امامه سوى ان يصارح امه بأنه يريد ان يطلب يد ابنة عمه ..وفرحت امه كثيرا بهذا المطلب الشرعي مؤكدة انها افضل ما اختارت عيناه وقلبه ومهما بحث فلن يجد احسن منها ، ثم طلبت منه ان يترك لها هذا الامر خاصة وان تلك الامور من خصوصيات النساء!
وحين افصحت لها عن رغبة ابنها بالزواج منها فوجئت برفض صريح وبات ولا يحتاج لمناقشة من قريب او بعيد ..وهنا ثارت الام على هذه الفتاة التي انكرت الجميل وصممت على الانتقام منها بأي شكل كان . وفجأة اختفت الفتاة تماما عن الانظار واشاع ابن العم انها سافرت لتعيش مع احدى قريباتها ..وان هذه كانت رغبتها منذ فترة طويلة ..صدق الجيران هذا الخبر ولم نبس احدهم ببنت شفة ومسحوا اسمها من الذاكرة.
وفي تلك الاثناء كانت الفتاة محبوسة في سرداب اسفل المنزل ..حبستها زوجة عمها والابن الذي اراد ان يتزوجها ولم تستطع الخروج من هذا الضغط القاسي عليها..وتلذذ الشاب وهو يرميها في احد اركان ها السرداب ويقدم لها الطعام لعلها تعدل عن رأيها الا انها كانت مصممة على ما وصلت اليه من قرار ..ولذلك لم يجد الشاب بدا من ان يجبرها على مواقعته ومعاشرته معاشرة الازواج حتى حملت سفاحا منه ووضعت طفلا كان ثمرة شهوة استمرت 9 اشهر بمباركة امه التي كانت تساعده على ما يقوم به من افعال وتشجعه على المزيد نكاية في الفتاة التي لا تعرف مصلحتها ..رفضت الفتاة ان تخرج وان ترى النور .. اما الام فصارت على فراش مرض الموت ..ولم تنس قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة ان توصي ابنها على استمرار هذه العلاقة الشاذة.
وينفذ الابن وصية امه بحذافيرها وظل يواصل معاشرته لابنة عمه.
ولكن الفتاة لم تحتمل البقاء في هذا السرداب القاسي وطلبت منه ان تتحرر وتعيش طليقة الا انه رفض بشدة ولم تجد الام العذراء من يساعدها فأستغاثت وبدأت حالات الصراخ العنيد في منزل ابن العم وهي في حالة هستيرية قاتلة.
سمع الجيران هذا الصراخ الذي هز القرية بأكملها ولم يدركوا انها الفتاة التي اشيع بأنها سافرت منذ سنوات ..فأسرعوا بإبلاغ الشرطة التي حضرت وكسرت باب السرداب فوجدوا الفتاة في حالة يرثى لها ...تم القبض على ابن عمها الذي اعترف بالواقعة فتم ايداعه السجن ليلقى جزاءه العادل .