حاول هاني شاكر التماسك أمام جمهوره في أول ظهور له منذ وفاة ابنته. لكنّ علامات الحزن والأسى بدت عليه حين راح يتحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة دينا التي توفيت منذ شهر ونصف شهر.
وخلال استضافته في برنامج “نص الحقيقة” مع لميس الحديدي، كشف المطرب المصري عن الرسالة الالكترونية الأخيرة التي بعثتها له وأشارت فيها إلى أنّ “البنت أميرة قلب أبيها”. وهنا، لم يتمالك نفسه وراح يبكي بشدة رغم أنه حاول التماسك طوال الحلقة.
وأوضح أنه فقد القدرة على الغناء منذ رحيل ابنته، خصوصاً أنّ آخر حفلة أحياها رافقته فيها ابنته. وأشار إلى أنّ عدداً كبيراً من الجمهور يستحلفه بعدم ترك الغناء والاعتزال عندما يصادفه.
وكشف “أمير الغناء العربي” أنّه لم يفقد الأمل في شفاء ابنته طوال الفترة الماضية، بل كان على يقين بشفائها رغم تدهور حالتها الصحية. ووصف مرضها بالمستعصي، لم يتوصل العلم إلى علاج له حتى الآن، فهو حالة نادرة وشرسة. إذ شفيت منذ عام لكن سرعان ما عاودها المرض، وهذا ما حيّر الأطباء في باريس.
وأكد الفنان المصري أنّ الله سبحانه وتعالى استجاب لدعائه، خصوصاً أنّه كان يدعو دوماً لابنته بالخير والشفاء، فاستجاب له الله. إذ يشعر أنّها في مكانة أفضل كونها من الصابرين ولم تكن تشكو رغم آلامها.
ووصف ابنته بأنّها كانت تتمتع بقدرة على التحمّل، بل كانت تساعد المرضى في باريس على تحمّل آلامهم، وكانت تقودهم رغم أن حالتها كانت أخطر. كما أكد أنّ ربنا عوّضه عن فقدان ابنته بحفيديه التوأمين مجدي ومليكة. وأشار إلى أنّ الأخيرة تحمل روح ابنته دينا، فعندما يراها يشعر كأنّه يرى ابنته في طفولتها. فهي تحمل شخصيتها. ووصف حفيديه بأنّهما خليط من خفة دم وشقاوة والدتهما.
وأشار الى أنّه في الأيام الأخيرة، لم تكن تتحدث معه كثيراً بل كانت تكتفي بالنظر إليه كأنّها تودعه.
وعن الشخص الذي لم يكن يتوقّع أن يقف بجواره في أزمته، أجاب بسرعة: أبو الليف. وبرّر شاكر ذلك بأنّه لم يقابل الفنان الشعبي في حياته ولم يتحدث معه حتى بالهاتف، لكنه فوجئ به في جنازة ابنته والعزاء أيضاً. وتوجّه له بالشكر كما شكر كل من وقف بجواره في تلك الأزمة.
كما تحدث عن الثورة المصرية، مؤكداً أنّه كان يتابع ما يجري رغم مرض ابنته، وأعرب عن سعادته بالثورة لكنه يخشى ما يحدث في مصر حالياً من تخوين واتهامات، رافضاً القوائم السوداء التي أُعدَّت للفنانين مؤكداً “في النهاية، كلّنا مصريون”.
ودافع عن غنائه في احتفالات أكتوبر أمام الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكداً أنّه كان يغني لرمز مصر وليس لشخص. وأشار إلى أنّ أم كلثوم غنّت للملك فاروق وغنت أيضاً للرئيس المصري جمال عبد الناصر.
وفي نهاية الحلقة، قدّم أغنية بعنوان “الشهيد” كاشفاً أنّها المرة الأولى التي يغني فيها منذ رحيل ابنته. وانتهت الحلقة بقراءة الفاتحة على روح ابنته.